وجوب التقليد - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
وجوب التقليد


هل في التفقه و تعلم الدين يمكن الرجوع إلى غير المعصوم؟ ما الدليل؟ خاصة باعتبار أن أهل البيت (ع) هم أهل الذكر الذي ذكرهم القرآن!


المقدمة [تعديل]

لقد فسر أهل الذكر في قوله تعالى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" بالمعصومين (ع) و هم يمثلون المصداق الأكمل لأهل الذكر.
ولكن لا يستنبط الحصر من الآية؛ إذ معنى أهل الذكر واسع و يشمل جميع أولئك الذين يحضون بمزيد من العلم و المعرفة .
فالآية إرشاد إلى أصل عام عقلائي و هو وجوب رجوع الجاهل إلى أهل الخبرة، و ليس ما تتضمنه من الحكم حكما تعبديا، و لا أمر الجاهل بالسؤال عن العالم و لا بالسؤال عن خصوص أهل الذكر أمرا مولويا تشريعيا و هو ظاهر.

المصداق الأكمل لأهل الذكر [تعديل]

لقد فسر أهل الذكر في قوله تعالى "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" بالمعصومين (ع) و هم يمثلون المصداق الأكمل لأهل الذكر . و لكن لا يستنبط الحصر من الآية؛ إذ معنى أهل الذكر واسع و يشمل جميع أولئك الذين يحضون بمزيد من العلم و المعرفة.

قول العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية [تعديل]

يقول العلامة الطباطبائي في تفسير هذه الآية: الآية إرشاد إلى أصل عام عقلائي و هو وجوب رجوع الجاهل إلى أهل الخبرة ، و ليس ما تتضمنه من الحكم حكما تعبديا، و لا أمر الجاهل بالسؤال عن العالم و لا بالسؤال عن خصوص أهل الذكر أمرا مولويا تشريعيا و هو ظاهر. [۱]

الروايات في تفسير هذه الاية [تعديل]

من أجل إعطاء مزيد من الشرح نقدم بين يديك ملخصا مما جاء في التفاسير في هذا الخصوص:
لقد وردت روايات كثيرة في تفسير قوله "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْر" منها ما روی عن الإمام الرضا (ع) حيث سئله الراوي و قال:
سَأَلْتُ الرِّضَا (ع) فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فَقَالَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ و نَحْنُ الْمَسْئُولُونَ قُلْتُ فَأَنْتُمُ الْمَسْئُولُونَ و نَحْنُ السَّائِلُونَ قَالَ نَعَمْ قُلْت. [۲]
و جاء في رواية أخرى عن الإمام الصادق (ع):
رَسُولُ اللَّهِ (ص) الذِّكْرُ و أَهْلُ بَيْتِهِ (ع) الْمَسْئُولُونَ و هُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ [۳]
و کذلك جاء في رواية أخرى عن الإمام الرضا (ع):
"نَعَمْ الذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ ص و نَحْنُ أَهْلُه‏". [۴]
و هناك روايات كثيرة بهذا المضمون… . [۵]
في الروايات التفسيرية للقرآن الكريم ذكرت مصاديق محددة لأهل الذكر و لكن هذه الروايات لا تحدد معنى الآية الواسع و كما قلنا آنفا: إن الذكر بمعنى العلم و المعرفة فعبارة أهل الذكر تشمل جميع أهل الذكر و المعرفة.
و لكن بما أن القرآن يمثل المصداق البارز للعلم و المعرفة سمي بالذكر كما أن النبي الأعظم (ص) يمثل مصداقا واضحا للذكر. فأئمتنا المعصومون الذين هم أهل بيت النبي (ص) و ورثة علمه، يمثلون أوضح مصداق لأهل الذكر.

رجوع الجاهل إلى أهل الخبرة [تعديل]

و لكن القبول بهذه الحقيقة لا يتعارض مع عموم مفهوم الآية و نزولها في حق علماء أهل الكتاب ، و لهذا استدل علماء الأصول و فقهاؤنا بهذه الآية في أبحاث الاجتهاد و التقليد على و جوب تقليد غير أهل العلم من العلماء و المجتهدين في المسائل الدينية.
على أي حال إن الآية محل البحث تشير إلى أصل أساسي إسلامي في جميع أبعاد الحياة المادية و المعنوية و تؤكد على جميع المسلمين أن يسألوا ذوي الاطلاع عما لا يعلمون، و لا يتدخلون بنفسهم في ما لا يعلمون.
إذن قضية " التخصص " ليست قضية اعترف بها القرآن في المسائل الإسلامية و الدينية و حسب، بل قد أقرها و أكد عليها في جميع المجالات. و من هذا المنطلق لابد للمجتمع الإسلامي أن يتمتع في كل عصر و زمان بالعلماء و الخبراء في مختلف المجالات اللازمة، حتى يراجعهم عموم الناس في ما لا يعلمون.
و حري بالذكر أنه يجب مراجعة المتخصصين و الخبراء الذين ثبت صدقهم و سلامتهم و حياديتهم.
فهل نحن نراجع طبيبا حاذقا و متخصصا و لكنه مشكوك في صدقه و أمانته؟!

وجوب تقليد العادل [تعديل]

ولهذا في موضوع التقليد والمرجعية قد أردفت صفة العدالة إلى جانب الاجتهاد و الأعلمية ، فلابد لمرجع التقليد أن يكون عالما و عارفا بـالمسائل الإسلامية وكذلك يكون متقيا و ورعا . [۶]

المراجع [تعديل]

۱. طباطبايى، سيد محمد حسين، الميزان فى تفسير القرآن، ج ۱۲، ص ۲۵۹، دفتر انتشارات اسلامى، قم، ۱۴۱۷ ق.   
۲. الكليني، الكافي ج ۱، ص ۲۱۰- ۲۱۱، دار الکتب الإسلامیة، طهران، ۱۳۶۵ ش.   
۳. .الكليني، الكافي ج ۱، ص ۲۱۱، دار الکتب الإسلامیة، طهران، ۱۳۶۵ ش.   
۴. الشيخ الحر العاملي، محمد بن حسن، و سائل الشيعة، ج ۲۷، ص ۷۳، مؤسسة آل البيت (ع)، قم، ۱۴۰۹ ق‏.   
۵. ر.ک، کلینی، کافی ج ۱،ص ۲۱۰، َبابُ أَنَّ أَهْلَ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِسُؤَالِهِمْ هُمُ الْأَئِمَّةُ ع.   
۶. راجع، المكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ۸ ص ۱۹۹ـ ۲۰۰، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم، ۱۴۲۱ ق.   


المصدر [تعديل]

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار