نكث العهد و النذر
هل نكث العهد و النذر يؤديان الى سلب استجابة الدعاء من الانسان؟ وهل يستطيع الانسان ان يدعوه و هو ناكث للعهد مثلا؟
السؤال [تعديل]
من عاهد الله تعالى أو نذر و لم يف بعهده و نذره ثم عرضت له حاجات لا يتمكن من تحقيقيها فهل يتمكن مع عدم وفائه هذا أن يبتهل الى
الله تعالى في قضاء حواجه؟
القرآن الكريم [تعديل]
قال تعالى في كتابه الكريم: «أَوْفُوا بِعَهْدي أُوفِ بِعَهْدِكُم».
[۱]
و من الطبيعي ان يقوم
الانسان الطالب من الله قضاء حواجه بأداء ما عليه من تكاليف و تعهدات و نذور ليوفر الارضية المناسبة لاستجابة
الدعاء و تقوية العلاقة مع الله تعالى، بل قد يعد إهماله لنذوره و تعهداته من التساهل الذي قد يؤدي أحياناً الى أعراض الباري تعالى عنه.
تنبيه على امور [تعديل]
← الرحمة الالهية
۱. من الممكن هنا أن
الرحمة الالهية الواسعة تشمل هذا النوع من
الناس ، و يستجيب الله تعالى لعبده.
← استجابة الدعاء
۲. استجابة الدعاء مشروطة بأمور بعضها يقع القيام به على عاتق
العبد نفسه و بعضها تعود الى تشخيص الباري تعالى، فقد لا يستجيب سبحانه حتى دعاء من وفى بتعهداته و نذوره و قام بأداء ما عليه من
تكاليف .
← عدم الوفاء بالنذر
۳. حتى على فرض عدم الوفاء بالنذر و العهد فان عدم
استجابة الدعاء لا تعني بالضرورة انها منطلقة من
العقاب الالهي و أنها نتيجة لعدم وفاء العبد بنذره مثلا، بل يعود ذلك الى اسباب يعلمها الله تعالى وحده.
← عدم اليأس
۴. إن الله تعالى يطلب من عباده عدم
القنوط و
اليأس من رحمة الله تعالى كما في قوله تعالى: " وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُون".
[۲]
فعلى العبد الا يصاب بالقنوط و اليأس.
← التوبة و الاستغفار
۵.
التوبة و
الاستغفار هما المفتاح الذي تعاد به العلاقة بين العبد و بين الله تعالى، و " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابين"
[۳] وقوله تعالى: " أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَنا".
[۴]
الحلول المناسبة للعهد و النذر [تعديل]
ثم إن التشريع الاسلامي قد وضع الحلول المناسبة للعهد و النذر فان كان النذر مثلا غير محدد بزمان معين فيمكن للعبد الاتيان به في أي وقت شاء، و ان كان محدداً و قد فات وقته فليس عليه الا
كفارة عدم الوفاء بالنذر مع كونه متمكنا من أداء النذر حين حل وقته.
و تلك الكفارة مذكورة في الكتب الفقهية، و هكذا نكث العهد قد حددت له كفارته الخاصة. و هذه معالجات جيدة لمثل هذه المخالفات.
و ليست القضية بهذه الصورة التي نتوهمها بأن الله تعالى يفرح لزلات عباده، بل العكس صحيح فان الله تعالى يحب
التوابين و كما روي عن
الامام الباقر (ع):
" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ وَ زَادَهُ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَوَجَدَهَا فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَ".
[۵]
فلنعد الى الله تعالى و سنجده
أرحم الراحمين و نبتهل اليه بقولنا: "سُبْحَانَ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَه".و حينئذ نجده ابواب الرحمة مشرعة أمامنا.
المراجع [تعديل]
المصدر [تعديل]
موقع اسلام كوئست