نكث العهد و النذر - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
نكث العهد و النذر


هل نكث العهد و النذر يؤديان الى سلب استجابة الدعاء من الانسان؟ وهل يستطيع الانسان ان يدعوه و هو ناكث للعهد مثلا؟


السؤال [تعديل]

من عاهد الله تعالى أو نذر و لم يف بعهده و نذره ثم عرضت له حاجات لا يتمكن من تحقيقيها فهل يتمكن مع عدم وفائه هذا أن يبتهل الى الله تعالى في قضاء حواجه؟

القرآن الكريم [تعديل]

قال تعالى في كتابه الكريم: «أَوْفُوا بِعَهْدي أُوفِ بِعَهْدِكُم». [۱]
و من الطبيعي ان يقوم الانسان الطالب من الله قضاء حواجه بأداء ما عليه من تكاليف و تعهدات و نذور ليوفر الارضية المناسبة لاستجابة الدعاء و تقوية العلاقة مع الله تعالى، بل قد يعد إهماله لنذوره و تعهداته من التساهل الذي قد يؤدي أحياناً الى أعراض الباري تعالى عنه.

تنبيه على امور [تعديل]


← الرحمة الالهية
۱. من الممكن هنا أن الرحمة الالهية الواسعة تشمل هذا النوع من الناس ، و يستجيب الله تعالى لعبده.

← استجابة الدعاء
۲. استجابة الدعاء مشروطة بأمور بعضها يقع القيام به على عاتق العبد نفسه و بعضها تعود الى تشخيص الباري تعالى، فقد لا يستجيب سبحانه حتى دعاء من وفى بتعهداته و نذوره و قام بأداء ما عليه من تكاليف .

← عدم الوفاء بالنذر
۳. حتى على فرض عدم الوفاء بالنذر و العهد فان عدم استجابة الدعاء لا تعني بالضرورة انها منطلقة من العقاب الالهي و أنها نتيجة لعدم وفاء العبد بنذره مثلا، بل يعود ذلك الى اسباب يعلمها الله تعالى وحده.

← عدم اليأس
۴. إن الله تعالى يطلب من عباده عدم القنوط و اليأس من رحمة الله تعالى كما في قوله تعالى: " وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُون‏". [۲]
فعلى العبد الا يصاب بالقنوط و اليأس.

← التوبة و الاستغفار
۵. التوبة و الاستغفار هما المفتاح الذي تعاد به العلاقة بين العبد و بين الله تعالى، و " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابين‏" [۳] وقوله تعالى: " أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَنا". [۴]

الحلول المناسبة للعهد و النذر [تعديل]

ثم إن التشريع الاسلامي قد وضع الحلول المناسبة للعهد و النذر فان كان النذر مثلا غير محدد بزمان معين فيمكن للعبد الاتيان به في أي وقت شاء، و ان كان محدداً و قد فات وقته فليس عليه الا كفارة عدم الوفاء بالنذر مع كونه متمكنا من أداء النذر حين حل وقته.
و تلك الكفارة مذكورة في الكتب الفقهية، و هكذا نكث العهد قد حددت له كفارته الخاصة. و هذه معالجات جيدة لمثل هذه المخالفات.
و ليست القضية بهذه الصورة التي نتوهمها بأن الله تعالى يفرح لزلات عباده، بل العكس صحيح فان الله تعالى يحب التوابين و كما روي عن الامام الباقر (ع):
" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ وَ زَادَهُ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَوَجَدَهَا فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَ". [۵]
فلنعد الى الله تعالى و سنجده أرحم الراحمين و نبتهل اليه بقولنا: "سُبْحَانَ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَه‏".و حينئذ نجده ابواب الرحمة مشرعة أمامنا.

المراجع [تعديل]

۱. بقره، ۴۰.   
۲. يوسف،۸۷.   
۳. البقرة، ۲۲۲.   
۴. هود، ۳.   
۵. الشيخ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي ج: ۲ ص: ۴۳۵،   


المصدر [تعديل]

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار