لاتجعل عنقک جسراً - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
لاتجعل عنقک جسراً


ما المراد من جملة: "لاتجعل عنقک جسراً لعبور الناس" في حديث "عنوان البصري" ؟


المقدمة [تعديل]

يفهم من العبارة المذكورة اكثر من معنى، منها: ان الانسان قد يبذل جهودا كبيرة في طلب العلم و تحصيل المعارف الا انه لم يستفد منها في مقام العمل بل ينصب همه على ايصالها للناس ليحصل على ثناء عابر و مديح زائل، فحينئذ ينتفع الناس بعلمه و يعبرون الصراط من خلال تسمكهم بما نقله اليهم من المعارف، اما هو فلا يعود اليه من علمه الا ذلك المديح الزائل في عالم الدنيا .
و قد يكون معناها: ان الانسان قد يضع نفسه –احياناً- موضع العالم و المفتي دون ان يکون له علم حقيقي، فيقع تدريجاً تحت تأثير العوامل الجانبية و الاهواء و رغبات الناس، و يستخدم علمه في تلبية رغبات مخاطبيه، و يعطف همته علي جلب رضاهم فينحرف عن طريق الحق، و بذلک يتحول هذا الشخص الي وسيلة يستخدمها أهل الاهواء في الوصول الي اهدافهم.

المعنى الاول: [تعديل]

وردت هذه العبارة في رواية "عنوان البصري" مقرونة بهذه الکلمة: "اهرب من الفتيا هَرْبَكَ من الأَسد و لا تجعل رقبتك للناس جسراً". [۱]
والتي تعني أن عليک في مقام طلب العلم ان تکون بصدد العمل بما تعلم لکي تصل الي الهدف و الغاية الاصلية من العلم و الدين و المعارف، و لايکن هدفک هو ان تکون واسطة فقط في انتقال العلم الي الآخرين، و لا تظنن ان دور العالم ينحصر بنقل الفتيا و الرأي و العلومة الاخرين من دون أن يكون مسؤولا عنها و تطبيقها في سلوكه العلمي، و بذلک سوف يستفيد أهل العمل من علمک و تکون بمنزلة الجسر الذي يتجاوزه الناس الى الضفة الاخرى من دون ان ينتفع هو بشيء إن لم يتضرر بكثرة العابرين، فلا تصل الى الهدف الذي رسمه الله تعالى لك مع ما تتوفر عليه من علم و معارف مخزونة في عقلك و قلبك، و الحال ان الهدف الاصلي من العلم هو العمل به و الارتقاء من خلاله الى الغاية العظمى التي رسمتها السماء للصالحين و الخيرين ، و لا يتحقق ذلك بنقله للآخرين فقط، بل قد يكون ذلک ذا مردود سلبي و مبعداً عن الله ايضاً حيث إن مثل هذا الشخص يکون قد اهمل نفسه و لم يفكر بمصيره في الوقت الذي صب جل اهتمامه على تعلم العلوم و بذل الجهود في تحصيلها لا لغاية اصلاح النفس بل لنقلها الى الاخرين فقط، و لا يحصل من وراء ذلك الجهد الكبير الا على بعد الثناء و المديح العابر الذي يكيله الاخرون له و اعجابهم به، الامر الذي قد يؤدي به الى الغفلته عن الهدف الاصلي، و سوف يبتلي رويداً رويداً بنسيان النفس و توهم الکمال من دون ان يحصل علي علم حقيقي مع کثرة علومه النظرية.

← العلم الحقيقي
والحال ان العلم الحقيقي و فق النظرية الاسلامية يستلزم الانقطاع الي الله والعزم والارادة و السعي الحثيث للفوز برضاه و تطبيق رسالته في الارض، و هو مقام أرفع من التعليم و التعلم الظاهري کما ورد في صدر نفس هذه الرواية حيث صرحت بانه " ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله أن يهديه"، و هذا هو محور هذه الرواية.

المعنى الثاني [تعديل]
والمعني الآخر الذي يمکن استفادته من هذه العبارة هو ان الانسان قد يضع نفسه –احياناً- موضع العالم و المفتي دون ان يکون له علم حقيقي، فيقع تدريجاً تحت تأثير العوامل الجانبية و الاهواء و رغبات الناس، و يستخدم علمه في تلبية رغبات مخاطبيه، و يعطف همته علي جلب رضاهم فينحرف عن طريق الحق، و بذلک يتحول هذا الشخص الي وسيلة يستخدمها أهل الاهواء في الوصول الي اهدافهم.
و هذا الامر اي الکون جسراً يعبر عليه الناس، سوف يؤدي حتي في جانبه الايجابي الي ان ينسي طالب العلم نفسه و ربّه، و في الوقت الذي يستفيد أهل العمل من علمه و يدخلون الجنة فانه سيتوقف خلف أبواب الجنة، لعدم انتفاعه بعلمه و انزاله الى حيز الواقع.

المراجع [تعديل]

۱. بحار الأنوار - العلامة المجلسي، ج۱،ص۲۲۶   

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار