سورة النساء - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
سورة النساء


ما هي أهم التعليمات و الارشادات و المواعظ الواردة في سورة النساء؟


المقدمة [تعديل]

تشتمل سورة النساء على ۱۷۶ آية مباركة، و هي من السور المدنية؛ فعند ما كان النبي (ص) مقبلا على تأسيس حكومة إسلامية و تكوين مجتمع إنساني قويم، نزلت هذه السورة و هي تحمل جملة من القوانين التي لها أثر كبير في إصلاح المجتمع، و إيجاد البيئة الاجتماعية الصالحة النقية.
و من ناحية أخرى فإنّ أكثر أفراد هذا المجتمع الجديد كانوا قبل ذلك من الوثنيين بما فيهم من لوثات الجاهلية و انحرافاتها و رواسبها، لذلك يتعين قبل أي شي‏ء تطهير عقولهم، و تزكية أرواحهم و نفوسهم من تلك الرّواسب، و إحلال القوانين و البرامج اللازمة لإعادة بناء المجتمع محل تلك العادات و التقاليد الجاهلية الفاسدة. [۱]
و من الواضح ان السبب في تسمية السورة بسورة النساء هو ابتداء السورة المباركة بالحديث عن حقوق المرأة و النساء و بعض الاحكام المتعلقة بهن، و علاقتهن مع الرجال في شتى مناحي الحياة.
و لما كانت الشريعة الاسلامية قد أولت المرأة مكانة خاصة في المجتمع الاسلامي اقتضت الضرورة ان تفرد سورة خاصة من سور القرآن الكريم للحديث عن هذه القضية المهمة و الحساسة جداً، و لاريب أن افضل مكان يناسب هذا القضية هو القرآن الكريم عامّة و سورة النساء خاصّة.

مسائل و موضوعات سورة النساء [تعديل]

توزع الحديث في السورة المباركة على أربعة محاور أساسية:
أولاً: تحدثت السورة من الآية الاولى الى الآية الخامسة و العشرين ثم من الآية ۳۳ الى الآية ۳۵ و هكذا الآيات ۱۲۷ الى ۱۳۰ و كذلك في الآية الاخيرة من السورة، عن حقوق المرأة ، و بالمناسبة تحدثت عن حقوق اليتامى و السفهاء و طريقة تقسيم الإرث بين الجنسين، و الشهادة بالاكراه أمام و ارث المرأة ، و هكذا تحدثت علن حق المرأة بالمهر و حرمة الزواج من بعض اصناف النساء منها حرمة الزواج من زوجة الأب.
كذلك تعرض لقيمومة الرجال على النساء في حدود الشريعة، و من الابحاث التي اشارت اليها السورة المباركة هنا الاشارة الى بعض النساء النموذجيات و الفاضلات، و المصالحة بين الزوجين عند نشوب الخلاف بينهما و ضرورة رعاية العدل و الانصاف في هذه القضية و تشكيل فريق تحكيم و لجنة للمصالحة تتألف من اقرباء كل من الزوجين، و هكذا الاشارة الى بعض احكام الارث.
ثانياً: المحور الثاني في السورة يدور حول ضرورة احترام أموال الناس و نفوسهم و ضرورة المحافظة على ذلك من العوامل التي تعرضها للخطر كالجهل و الحسد، و هذا ما اشارت اليه الآيات ۲۶ الى ۳۲.
ثالثاً: المحور الثالث تحدث عن ضرورة و اهمية الاحسان و مراعاة حقوق المساكين و الضعفاء و حرمة البخل و الانفاق رياءً، و هو ما ارشدت اليه الآيات ۳۶ الى۴۰ من السورة المباركة.
رابعاً: المحور الرابع هو المحور الاساسي و الذي أخذ حيزاً كبيراً من السورة المباركة دار حول موضوع الحكومة الاسلامية بجميع ابعادها، فعلى سبيل المثال:
نجد الآيتين ۴۱- ۴۲، تؤكدان شهادة النبي الاكرم (ص) على الأمة و أنه الحاكم الشرعي الذي يجب امتثال أوامره و نواهيه و حرمة التمرد على ما يأتي به من قوانين و تشريعات سماوية، اضافة الى حرمة كتمان الشهادة.
و تحدثت الآيات ۴۴ الى۵۷ – مفصلا- عن دور العلم في اقامة الحق و مسؤوليات العلماء في أداء أمانة العمل، عن طريق بيان الحقيقة بلا تحريف و لا تزوير للحقائق، كذلك تعرضت لقبح الكذب على الله و شناعة ذلك شرعاً، مع بيان بعض الصفات الذميمة لهذه الطائفة من الناس و إزاحة الستار عن حيلهم و مخططاتهم و نياتهم الفاسدة.
ودار الحديث في الآيات ۵۸ – ۷۰، حول القيم و المثل التي ترتكز عليها السياسة الاسلامية و من أبرزها اداء الامانة و حقوق الناس و الحكم بين الناس بالقسط.
كذلك تعرض الآيات لضرورة و وجوب امتثال أوامر النبي الاكرم و أولي الأمر و طاعتهم و حرمة الانصياع لأوامر الطواغيب، كذلك تحدثت عن صفات المنقادين للطواغيت و الخاضعين لهم و اعتبارهم من المنافقين؛ و ذلك لان المنافقين يتمردون دائماً على أوامر النبي الاكرم (ص) في الحرب و يفضلون الهروب على الاقدام، و من الابحاث التي تعرضت لها الآيات ضرورة الدفاع عن المستضعفين و المحرومين.
و في مجال السياسة الاسلامية تحدثت الآيات ۷۷- ۷۹ و كذلك الآيات ۸۰-۸۷ في موضوعين اساسين:
الاول: ضرورة الانضباط و السكينة و امتثال الأوامر الصادرة من القائد اثناء الحرب.
الثاني: دور قيادة الجيش في التحريض على الحرب و حث الناس على الطاعة و الامتثال.
و في الآيات ۸۸- ۹۱، تركز البحث حول موضوع النفاق و بيان خصائص و صفات المنافين و أنواع النفاق و كيفية التعامل مع هذه الطائفة من الناس.
و كان للمجاهدين و المهاجرين ، سهم خاص في الآيات ۹۵- ۱۰۰، و التحدث عن المهاجرين كطبقة من المسلمين في مقابل طبقة المنافقين و دور المهاجرين في نجاح الرسالة.
ثم عادت الآيات ۱۰۵- ۱۱۱ للحديث عن قيم الاسلام السياسية و قانونية دولة الاسلام و دستوريتها و التحذير من الفساد الاداري. و نهي النبي الاكرم (ص) عن المجادلة مع الخائنين و المغرر بهم الذين اختاروا طريق الضلال و الانحراف.
و في الآيات ۱۱۷- ۱۲۶ جاء الحديث عن أبعاد النفاق من قبيل اصل النفاق و دور الشيطان و تسويلاته و وعوده الخادعة في هذا المجال.
اما ضروة التقوى و الالتزام و اقامة العدل و الشهادة بالحق و تزكية النفس من رين النفاق فقد عالجته الآيات ۱۳۱- ۱۳۴. ثم عرجت السورة على بحث الايمان في الآيات ۱۳۶- ۱۴۶ و تحذير المسلمين من أن تشاب افكارهم الدينية الخالصة بافكار و نظريات مضللة.
و على العموم فإن المواضيع المختلفة التي تحدثت عنها هذه السّورة هي عبارة عن:
۱- الدّعوة إلى الإيمان و العدالة، و قطع العلاقات الودّية بالأعداء الألداء، و الخصوم المعاندين.
۲- ذكر بعض قصص الأمم الماضية لأجل التعرف على عواقب المجتمعات غير الصالحة.
۳- العناية بالمحتاجين إلى الحماية مثل الأيتام، و بيان التعاليم اللازمة لصيانة حقوقهم.
۴- قانون الإرث و التوارث بنحو طبيعي و عادل في قبال الكيفية القبيحة التي كان عليها وضع التوريث في ذلك الزمان، حيث كان يحرم الضعفاء بحجج واهية، و أعذار غير وجيهة.
۵- القوانين المتعلقة بالزّواج و البرامج التي تصون العفاف العام.
۶- القوانين العامّة لحفظ الأموال العامّة.
۷- حفظ و تحسين حالة الوحدة الأساسية للمجتمع، أي العائلة.
۸- الحقوق و الواجبات الفردية المتقابلة في المجتمع.
۹- التعريف بأعداء المجتمع الإسلامي و تحذير المسلمين منهم.
۱۰- الحكومة الإسلامية و وجوب طاعة قائد هذه الحكومة.
۱۱- حثّ المسلمين على مجابهة الأعداء و جهادهم.
۱۲- الكشف عن الأعداء و الخصوم الذين قد يتوسلون بالعمل السري.
۱۳- أهمية الهجرة و وجوبها عند مواجهة مجتمع فاسد غير قابل للتأثير فيه و تغييره.
۱۴- البحث مجددا عن الإرث و نظام التوريث، و ضرورة تقسيم الثروات المكدسة بين الوارثين. [۲] [۳]

المراجع [تعديل]

۱. مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏۳، ص: ۷۶، مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، ۱۴۲۱هـ.   
۲. انظر: مترجمان، تفسير هدايت، ج ‏۲، ص ۸- ۱۲، بنياد پژوهشهاى اسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، الطبعة الاولى، ۱۳۷۷ش؛ قرائتي، محسن، تفسير نور، ج ‏۲، ص ۲۳۷، مرکز فرهنگي درسهایي از قرآن، طهران، الطبعة الحادية عشرة، ۱۳۸۳ش.
۳. مکارم شیرازی، ناصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏۳، ص: ۷۶- ۷۷.   


المصدر [تعديل]

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار