حف الحاجب - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
حف الحاجب


لماذا یحرم أهل السنة حفّ الحاجب بالنسبة للنساء حتی لو کان لزوجها و یجب علیها عندئذٍ التوبة؟ هل هذه الفتوی صحیحة؟


المقدمة [تعديل]

لا إشکال فی حفّ الحاجب بالنسبة للنساء بحد ذاته. لقد أکّد الإسلام علی زینة المرأة لزوجها و جعلها من المستحبات و قد ذمّ المرأة التی تقصر فی تزیین نفسها لزوجها. لذلک نجد فقهاء الشیعة فی الوقت الذی لا یجیزون فیه إظهار المرأة لزینتها أمام غیر المحارم لکنهم فی الوقت نفسه یحثون النساء على الإهتمام بهذه المسألة و التزین لزوجها و مراعاة حقوق الزوجیة انطلاقا من الروایات التی صدرت عن المعصومین علیهم السلام.

حديث عن الرسول الأکرم (ص) [تعديل]

زینة المرأة لزوجها لا انها لا إشکال فیها فحسب، بل اعتبرها الإسلام من المستحبات و قد ذمّ المرأة التی تقصر فی تزیین نفسها لزوجها. [۱]
و هذا الأمر مما یؤدی إلی استحکام العلاقات العائلیة و الزوجیة. و بالطبع هؤلاء العلماء الذین یحرمون زینة المرأة (بما فیها حفّ الحاجب) بشکل مطلق (حتی لو کان للزوج)، ینطلقون من بعض الأحادیث، مثل الروایة التی تنقل عن الرسول الأکرم (ص) حیث تنص علی انه (ص) لعن ثمانیة طوائف من النساء و هم:
"النامصة و المنتمصة و الواشرة و المستوشرة و الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة".

← معنى الرواية
یقول الراوی: «النامصة» التی تنتف الشعر من الوجه و «المنتمصة» التی یُفعل ذلک بها و «الواشرة» التی تَشُرّ أسنان المرأة و تفلجها و تحدّدها و «المستوشرة» التی یُفعل ذلک بها و «الواصلة» التی تصل شعر المرأة بشعر إمرأة غیرها و «المستوصلة» التی یفعل ذلک بها و «الواشمة» التی تُشُم وشماً فی ید المرأة أو فی شیء من بدنها و هو أن تغرز یدها أو ظهر کفها أو شیئاً من بدنها بإبرة حتی تؤثر فیه ثم تحشوه بالکحل أو بالنورة فیخضر و «المستوشمة» التی یفعل ذلک بها. [۲]

← المراد الحقيقي من هذه الأحادیث
بشکل عام إن هذه الروایة لوحدها ناطقة بهذا الأمر و هو ان النساء لا یمکنهن التزیّن علی الإطلاق –لکن عند الرجوع لکلام أهل بیت رسول الله (ص) النورانی، یتضح المراد من هذه الأحادیث- فمثلاً سُئل أبو جعفر " الإمام الباقر " عن القرامل التی تضعها النساء علی رؤوسهن یصلنه بشعورهن [۳] فقال:
"لا بأس علی المرأة بما تزینت به لزوجها قال الروای: فقلت له بلغنا أن رسول الله (ص) لعن الواصلة و الموصولة فقال: لیس هناک – أی لیس الامر کما تتصورون- إنما لعن رسول الله (ص) الواصلة التی تزنی فی شبابها فلمّا کبرت قادت النساء إلی الرجال فتلک الواصلة و الموصولة. [۴]
و فی روایة أخری عن أبی بصیر عن الإمام الباقر (ع) قال: سألته عن قصة النواصی ترید المرأة الزینة لزوجها و عن الحفّ و القرامل و الصوف و ما أشبه ذلک؟ قال:
لا بأس بذلک کلّه. [۵]
إذن لا یمکن تحریم کل زینة للمرأة، بل الزینة المحرمة و التی تعتبر معصیة هی التی لا تکون للزوج و التی تجرّ للفساد و تفسّخ المجتمع. لذلک نجد فقهاء الشیعة فی الوقت الذی لا یجیزون فیه إظهار المرأة لزینتها أمام غیر المحارم لکنهم فی الوقت نفسه یحثون النساء على الإهتمام بهذه المسألة و التزین لزوجها و مراعاة حقوق الزوجیة انطلاقا من الروایات التی صدرت عن المعصومین علیهم السلام. [۶]

هل يعتبر حفّ الحاجب زينة [تعديل]

أما هل یعتبر هذا العمل زینة (حتی یجب ستره عن غیر المحارم) أم لا؟ فآراء الفقهاء فی هذا الأمر مختلفة:
۱- فبعض الفقهاء [۷] یجیز إظهار هذا المقدار المتعارف من الزینة حیث یقول: لا یجب ستر الحاجب عن غیر المحارم. [۸]
۲- البعض الآخر [۹] یعتبر حفّ الحاجب من الزینة و یوجب سترها عن غیر المحارم. [۱۰]
۳- و هنا عدة من المراجع [۱۱] أرجعوا هذه المسألة الى العرف حیث قالوا: إذا کان حف الحاجب یعتبر زینة فیجب ستره عن غیر المحارم، و الا فلا. [۱۲]
ملاحظة: إذا کان حف الحاجب و الوجه ملفت للنظر بحیث یؤدی إلی مفسدة ، فیجب عندئذٍ ستره. [۱۳]

المراجع [تعديل]

۱. الجعفریان، رسول، الرسائل الحجابیة، ج ۲، ص ۱۱۲۸، دلیلنا، قم، الطبعة الثانیة، ۱۴۲۸ ق.
۲. إبن بابویه، محمد بن علی، معانی الأخبار، ص ۲۴۹، المصحّح: الغفاری، علی أکبر، نشر: مکتب الإنتشارات الإسلامی، قم، الطبعة الأولی، ۱۴۰۳ ق.   
۳. الجزری إبن اثیر، مبارک بن محمد، النهایة فی غریب الحدیث و الأثر، ج ۴، ص ۵۱، مؤسسة مطبوعاتی اسماعیلیان، قم، الطبعة الأولی، بی تا.
۴. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المصحّح، الغفاری، علی أکبر و الآخوندی، محمد، ج ۵، ص ۱۱۸، باب ۱۱۹، ح ۳، نشر دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، طهران، ۱۴۰۷ ق.   
۵. الشیخ الحر العاملی، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج ۲۰، ص ۱۸۹، ح ۲۵۳۹۰، نشر مؤسسة آل البیت، قم، ۱۴۰۹ ق.   
۶. انظر: البهجت، محمد تقی، استفتاءات (البهجت)، ج ۴، ص ۱۷۵، س ۵۲۰۱، مکتب آیة الله البهجت، قم، الطبعة الأولی، ۱۴۲۸ ق.
۷. العلماء الأعلام: الخمینی، السیستانی، المکارم الشیرازی، النوری الهمدانی و التبریزی.
۸. بالرجوع إلی موقع آیة الله السید السیستانی، قسم الاستفتاءات، کلمة الزینة، س ۱۷؛ المکارم الشیرازی، ناصر، الاستفتاءات الجدیدة، ج ۲، ص ۳۵۱، س ۱۵۱ و ۱۰۳۴، نشر مدرسة الإمام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الثانیة، ۱۴۲۷ ق؛ آیة الله النوری الهمدانی، الاستفتاءات، ج ۱، س ۴۹۱ و ۵۴۲؛ الخمینی، سید روح الله، الاستفتاءات، ج ۳، ص ۲۵۷، س ۳۳ و ۳۴، مکتب النشر الإسلامی التابع لجامعة المدرسین، قم، الطبعة الخامسة، ۱۴۲۲ ق؛ التبریزی، جواد، الاستفتاءات الجدیدة، ج ۲، ص ۳۶۰، س ۱۴۹۰، قم، الطبعة الأولی، بی تا.
۹. آیة الله الصافی الكلبايكاني.
۱۰. الصافی الگلپایگانی، لطف الله، جامع الأحکام، ج ۲، ص ۱۶۳، ص ۱۶۸۳، انتشارات السیدة المعصومة (س)، قم، الطبعة الرابعة، ۱۴۱۷ ق؛ و مکتب آیة الله البهجت.
۱۱. آیات العظام: الخامنئی، الفاضل، البهجت، و الوحید الخراسانی.
۱۲. فتوی آیة الله الخامنئی المقتبسة من الموضوع رقم ۵۹۸؛ الفاضل اللکنرانی، محمد، جامع المسائل، ج ۱، ص ۴۵۱، س ۱۷۰۸، نشر أمیر القلم، قم، الطبعة الحادی عشر، تا؛ البهجت، محمد تقی، الاستفتاءات، ج ۴، ص ۲۰۸، س ۵۳۴، مکتب سماحة آیة الله البهجت، قم، الطبعة الأولی، ۱۴۲۸ ق؛ استفتاء من مکتب آیة الله الوحید الخراسانی.
۱۳. الخمینی، سید روح الله الموسوی، الاستفتاءات، ج ۳، ص ۲۵۶، مکتب النشر الإسلامی، قم، الطبعة الخامسة، ۱۴۲۲ ق.


المصدر [تعديل]

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار