حجاب المرأة المسنة
حجاب المرأة المسنّة و الکبیرة.
السؤال [تعديل]
ما هو
التفسیر الذی عرضته
مدرسة أهل البیت (ع) للآیة المبارکة: وَ الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِی لا یَرْجُونَ نِکاحاً فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ جُناحٌ أَنْ یَضَعْنَ ثِیابَهُنَّ غَیْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِینَةٍ؟
المقدمة [تعديل]
یلاحظ من
الروایات الواردة فی ذیل
الآیة مورد السؤال، أن معنی الآیة هو ان
النساء اللواتی بلغن من العمر مرحلة متقدمة بحیث لم تکن فیهن رغبة و میل للزواج، و لایرغب الآخرون فی الزواج بهن لکبر سنهن، یجوز لهن وضع ثیابهن الخارجیة بحضور الاجانب بشرط عدم
التزین فی البدن او القیام بعمل او لفظ یثیر الاجنبی، و إن کان الافضل لهن فی هذا المورد أیضاً ان یحتطن و یتحجبن کما کن فی أیام الشباب.
و اذا أردن ان یأخذن بالترخیص و العمل بالآیة و لا یراعین
الحجاب بالنحو المطلوب شرعاً و کما کن أیام
الشباب فالافضل لهن ایضاً ویستحب عدم رفع ما یغطی رؤوسهن کالمقنعة و
الخمار ، و یقتصرن علی رفع الثیاب الخارجیة کالعباءة و الرداء و...
القرآن الكريم [تعديل]
إن الآیة المبارکة "وَ الْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتی لا یَرْجُونَ نِکاحاً فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ جُناحٌ أَنْ یَضَعْنَ ثِیابَهُنَّ غَیْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزینَةٍ وَ أَنْ یَسْتَعْفِفْنَ خَیْرٌ لَهُنَّ وَ اللَّهُ سَمیعٌ عَلیم"
[۱] استثناء من عموم حکم الحجاب.
[۲] و معناها أنه یجب الحجاب علی کل امرأة، الا النساء المسنات و العجائز حیث یجوز لهن عدم ارتداء الحجاب فی حال عدم التزین و
التبرج .
[۳]
و هذا الاستثناء -عدم حجاب
النساء المسنات- مشروط فی الواقع بشرطین:
الاول: ان یبلغن من العمر مرحلة بحیث لا یکون لهن عادة رغبة فی الزواج، و بتعبیر آخر: فقدن
الرغبة الجنسیة تماماً.
الثانی: أن لا یتزین فی حالة رفع الحجاب.
و من الواضح أنه مع هذین الشرطین سوف لن تحصل مفاسد رفع الحجاب بالنسبة لهن، و لهذا السبب فقط رفع
الاسلام هذا الحکم عنهن.
و من الواضح أیضاً أنه لیس المراد من عدم الحجاب هو التعری و خلع جمیع الثیاب، بل المراد هو خلع الثیاب الخارجیة و هو ما عبرت عنه بعض الروایات
[۴] بالجلباب و الخمار.
[۵]
رأي الفقهاء [تعديل]
و لیس هناک اختلاف بین
علماء الاسلام حول اصل استثناء هذا القسم من حکم الحجاب حیث قد صرح
القرآن الکریم بذلک، و لکن وقع الکلام فی خصوصیات ذلک
[۶] .
و نتعرض الان لدراسة المعنی الدقیق لهذه الآیة بالاستعانة بروایات أهل البیت (ع) و آراء
المفسرین و
اللغویین :
یطلق لفظ القاعِدَةُ علی: من قعدت عن الحیض و التّزوّج، و القَوَاعِدُ جمعها.
[۷]
روايات اهل البيت [تعديل]
و اما ما ورد فی الروایات حول سن هؤلاء النسوة، و أنه فی أی سن یصدق علیهن عنوان (القواعد) فالعبارات مختلفة، حیث ورد التعبیر فی بعض الروایات به (المسنة) أی النساء العجائز
[۸]، فی حین ورد فی طائفة أخری التعبیر به (القعود عن النکاح).
[۹]
و اختلفت العبارات فی کلمات الفقهاء و المفسرین أیضاً فبعض الفقهاء و المفسرین فسّر
القواعد بمعنی الوصول الی حد التقاعد عن الزواج و هو ان لا یرغب فی الزواج بهن أحد لکبر سنهن.
و یری البعض الآخر أنه بمعنی انتهاء مرحلة التحیض و بلوغ مرحلة الیأس و عدم رغبة أحد الزواج بهن و عدم رغبتهن فی
الزواج .
[۱۰]
و هناک بعض المفسرین یری أن جمیع هذه التعابیر المختلفة تشیر الی حقیقة واحدة و هی أن یبلغن الی مرحلة فی السن لا یتزوج فیها أحد عادة، و ان کان من الممکن ان تتزوج مثل هؤلاء النساء نادراٌ.
[۱۱]
و کذلک اختلفت التعابیر فی الروایات فی تفسیر الثیاب، فقد روی عن
الامام الصادق (ع) فی ذیل نفس هذه الآیة أنه قال: "أَنَّهُ قَرَأَ أَنْ یَضَعْنَ ثِیابَهُنَّ قال: الخِمَارَ و الْجِلْبَابَ.
قلت بین یدی من کان؟ فقال: بین یدی من کان غیر متبرِّجةٍ بزینة".
[۱۲]
و ورد فی بعض الروایات الاخری أن المراد بالثیاب هو
الجلباب .
[۱۳]
و قد جمع بعض
العلماء بین هاتین المجموعتین من الروایات بان روایات المجموعة الاولی تحمل علی الجواز، و أما روایات المجموعة الثانیة فتحمل علی الاستحباب.
[۱۴]
بمعنی أنه یجوز للنساء المخاطبات فی الآیة أن یضعن ثیابهن الخارجیة و لکن الافضل لهن ان یضعن من ثیابهن الخارجیة العباءة و الرداء و القطیفة فقط، و أما ما یغطی الرأس کالمقنعة و الخمار فلا.
و لما ورد فی روایات
المعصومین (ع) أن المراد بالثیاب فی الآیة هو الجلباب والخمار، من هنا یحسن بیان معنی هاتین الکلمتین فی اللغة و کلمات المفسرین:
← معنى الجلباب
الجلباب لغة: الجلباب مفرد و جمعه الجلابیب.
و قد وقع اختلف اللغویون فی بیان معناه.
فذهب الراغب الی القول بانه ( القمیص و الخمار).
و قال صاحب
مجمع البیان : إنه المقنعة التی تغطی المرأة وجهها ورأسها عند خروجها من بیتها.
و قال فی الصحاح انها الملحفة (کالعباءة).
و ذکر
ابن الاثیر فی النهایة أنه العباءة و الرداء.و قال: إنه مثل الملحفة.
و فی القاموس: إنه القمیص و الثوب الفضفاض اصغر من الازار، أو هو شیء مثل الازار تغطی به المرأة ثیابها. أو هو الازار.
و بهذه القرائن و ما نقل عن النهایة و الصحاح و القاموس یمکن القول: إن الجلباب هو الازار و الثوب الخارجی و ما یشبه العباءة، و لیس هو المقنعة و الخمار فقط.
و علیه فیکون معنی الآیة یا أیها النبی قل لازواجک و بناتک و نساء ا
لمؤمنین ان یقربن الیهن ثیابهن مثل العباءة و یسترن أنفسهن بها ولا یبعدن جلابیبهن و لا یبدین ابدانهن منها بنحو ینظر الیهن کأنهن متبرجات.
[۱۵]
← معنى الخمار
و آما الخمار اللغة: فهو مشتق من الخمر فی اللغة بمعنی التغطیة، یقول الطبرسی: اصل
الخمر بمعنی الستر و التغطیة.
یقول الراغب: اصل الخمر بمعنی تغطیة الشیئ و یقال للشیء الذی یغطی به شیء آخر خمار.
و لکن اختص الخمار فی ا
لعرف بما تجعله
المرأة علی رأسها و جمعه علی (خمر) علی وزن عنق.
[۱۶]
← المراد بالثیاب
و المراد بالثیاب التی عبر عنها فی الروایات بالجلباب و الخمار طبقاً لرأی أکثر المفسرین:
هی الثیاب الظاهریة و الخارجیة کالملحفة و الرداء و العباءة و.. و لیس الالبسة الداخلیة.
[۱۷] [۱۸] [۱۹] [۲۰]
تفسیر الآیة [تعديل]
إنطلاقا من الروایات الواردة عن المعصومین (ع) و کلمات اللغویین و المفسرین یمکن تفسیر الآیة بما یلی:
ان النساء اللواتی یبلغن من العمر مرحلة بحیث لا یصلحن للزواج عادة یجوز لهن أن یضعن ثیابهن الخارجیة بشرط عدم
الزینة ، و إن کان الافضل لهن فی هذه المرحلة ایضاً ان یحتطن و یسترن انفسهن کما کن یفعلن فی مرحلة الشباب.
المراجع [تعديل]
المصدر [تعديل]
موقع اسلام كوئست