الغيبة
هل الغيبة من مبطلات الصيام؟
المقدمة [تعديل]
مع وجود الكثير من
الاحاديث النبوية الشريفة التي تشير الى بطلان الصيام بسبب الغيبة، لماذا لم نجد الفقهاء يدرجون الغيبة ضمن قائمة مبطلات الصيام؟
درجات الثواب والعقاب [تعديل]
كما ان للاعمال الصالحة و الخيرة مراتب و درجات تتفاوت في القيمة و
الثواب ، كذلك الأمر بالنسبة الى الاعمال الطالحة و الذنوب التي يقترفها
الانسان حيث تختلف مراتبها من ناحية
الفساد و
العقوبة ، فلا تقع في مستوى واحد.
و الاحاديث الواردة في هذا المجال تشير الى عظمة الغيبة و شدّة الفساد المترتب عليها؛ و ذلك لانها تتصادم مع اعظم قيم الانسان و حيثياته المتمثلة بكرامته و حرمته و ماء وجهه. من هنا ذمتها
الشريعة الاسلامية أقبح ذم و بعبارات شديدة اللهجة في أكثر من موضع، ليتعرف الناس على مضارها و الآثار الوخيمة المترتبة عليها و التحرز عن الوقوع فيها.
[۱]
للصيام مراتب [تعديل]
يستفاد من الروايات المنقولة عن
الأئمة المعصومين (ع) أن للصيام مراتب؛ و المرتبة الظاهرية منه هي التي اشير اليها في المصادر الفقهية مع بيان شروطها و مبطلاتها، أما المرتبة العليا و الباطنية فتتمثل بالصيام الذي اشار اليه الحديث الشريف " ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه و سمعه و بصره و جوارحه"؛ يعني عدم وقوع جميع اعضائه في الحرام اثناء الصيام و الابتعاد بها عن مواطن المحرمات و الممنوعات.
[۲]
و ينبغي الالتفات أن هذا النوع من الصيام هو الذي يقع موضع القبول من الله تعالى و تترتب عليه جميع الآثار المترتبة على
الصيام .
الالتزام بشروط الصيام [تعديل]
نعم، كل مكلف ملزم في المرحلة الاولى بالقيام ببعض الامور التي وردت الاشارة اليها في الكتب الفقهية، و ذلك لان ترك الواجب بذريعة عدم قبول العمل يعد في حدّ نفسه جريمة و ذنباً يستحق العقاب و المؤاخذة الإلهية.
تحصّل: أن الصيام مع ترك سائر
الواجبات أو اقتراف بعض
المحرمات "كالغيبة" لا يعطي مردوده المطلوب، و لمّا كان كل من تلك الاعمال ذا حكم ٍمستقل في الآثار و النتائج، من هنا تكون الغيبة غير مبطلة للصيام، الا انها تقلل من أثره و قيمته الواقعية قطعاً.
[۳]
المراجع [تعديل]
۱. | ↑ مستل من: «الغیبة و اهمیة التوبة منها»، سؤال ۴۱۶۶. |
۲. | ↑ انظر: ابو حنيفة، النعمان بن محمد المغربي، دعائم الإسلام، تحقيق، فيضي، آصف، ج ۱،ص ۲۶۸، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، الطبعة الثانية، ۱۳۸۵ق. |
۳. | ↑ مستل من السؤال: «مبطلات الصيام»، سؤال ۵۸۵۹. |
المصدر [تعديل]
موقع اسلام كوئست