العقيقة - ويکي‌السؤال 


نقل النص بشکل PDF
العقيقة


ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟


العقيقة لغة [تعديل]

العقيقة لغة: العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه.
و هي في الأصل صوف الجذع و شعر كل مولود من الناس و البهائم التي تولد عليه. و منه سمي ما يذبح عن المولود عقيقة. و قيل بل لأن حلقومها يشق، و العق: الشق. [۱]

العقيقة في الاصطلاح الفقهي [تعديل]

ذهب بعض الفقهاء الى القول بان العقيقة عبارة: عن ذبح شاة عند الولادة. [۲] و عرفها آخر: هي الذبيحة التي تذبح عن المولود ذكرا كان أو أنثى. [۳]

آداب العقيقة و شروطها [تعديل]

أفتى بعض الفقهاء بوجوب العقيقة عن الولادة سواء كان المولود ذكراً أم انثى. [۴]
الا ان مشهور الفقهاء ذهب الى استحبابها [۵] ، و انه إِذا أَتى للمولودِ سبعةُ أَيَّامٍ يُذبحُ عنهُ كبشٌ و يُعطى الْقَابِلَةَ رُبُعُهَا و تطعمُ منه عشرةً من المسلمين. [۶]
و عن عبد اللَّه بن بكير قال: كنت عند أَبي عبد اللَّه (ع) فجاءهُ رسولُ عمِّه عبد اللَّه بن عليٍّ فقال لهُ: يقول لك عمُّكَ إِنَّا طلبنا العقيقَةَ فلمْ نجدْها فما ترى نتصَدَّقُ بثمنها؟ فقال: لا، إِنَّ اللَّهَ يُحبُّ إِطعامَ الطَّعامِ و إِراقةَ الدِّماءِ. [۷]
و في رواية أخرى عنه (ع): " َ كُلُّ مَوْلُودٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ". [۸] يعني ان المولود الذي لايعق عنه يكون عرضة للموت و انواع البلايا. [۹]
و متى لم يعق الوالد عن ولده و أدرك الولد عقّ عن نفسه استحباباً. [۱۰]
عن عُمرَ بن يزيد قال: قلت لأَبِي عبد اللَّهِ (ع): إِنِّي و اللَّهِ ما أَدري كان أَبي عقَّ عنِّي أَم لا؟ قال: فأَمرني أَبو عبد اللَّه (ع) فعققتُ عن نفسي و أَنا شيْخٌ. [۱۱]
و يبقى السؤال عن جنس الحيوان هل يجب ان يكون متوافقا مع جنس المولود بالذكورة و الانوثة؛ ان كان المولود ذكراً عق عنه بذكر و هكذا العكس؟
هنا توجد روايتان، كلاهما عن الامام الصادق (ع) قال في الاولى: " إِنْ كَان ذكراً عَقَّ عنهُ ذكراً و إِنْ كان أُنْثَى عقَّ عنهَا أُنْثَى". [۱۲] و في الثانية: " العقيقَة في الذَّكر و الأُنْثَى سواءٌ". [۱۳]
و من هنا اختلفت كلمة الفقهاء حيث ذهب البعض الى القول بانه يعق يوم السابع عن الذكر بالذكر، و عن الأنثى بالأنثى. [۱۴] و يكون ذلك من الضأن لا غير. [۱۵]
و هناك من الفقهاء من ذهب الى القول بأنه: الأفضل فيها الشاة، ثم الجمل الكبير، ثم ما يجزي في الأضحية. [۱۶] و منهم من قال: و يستحب مساواتها للولد في الذكورة و الأنوثة و لو خالفته أجزأت. [۱۷]
تحصل: أنه يمكن الجمع بين الروايات المختلفة و آراء الفقهاء بالقول: الافضل ان تكون العقيقة من الضأن ، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة.
و من الفقهاء [۱۸] من قال: الافضل ان تجتمع فيها شرائط الأضحية. [۱۹]
و ان تكون سالمة من العيوب مع رعاية السن، [۲۰] و تجزي مع عدم مراعاة الشروط المذكورة، كما روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " إِنَّمَا هي شاةُ لحمٍ ليستْ بمنزلة الأُضحيَّةِ يُجزئُ منها كلُّ شي‏ء". [۲۱]

← الدعاء عند ذبح العقيقة
روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: إِذا أَردت أَن تذبح العقيقَةَ قلت: "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [۲۲] إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [۲۳] اللَّهُمَّ مِنْكَ وَ لَكَ بِسْمِ اللَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَقَبَّلْ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ تُسَمِّي الْمَوْلُودَ بِاسْمِهِ ثُمَّ تذبح‏. [۲۴]

← الدعاء بعد الذبح
روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: تقول: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلٰاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ لٰا شَرِيكَ لَهُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَ لَكَ اللَّهُمَّ هَذَا عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ». [۲۵]
و عنه عليه السلام تقول بعد الذبح: «بِسم اللَّه و باللَّهِ اللَّهُمَّ عقيقةٌ عن فلان لَحمهَا بلحمه و دمها بدمه و عظمها بعظمه اللَّهمَّ اجعلهُ وِقاءً لآِلِ مُحَمَّدٍ (ص)». [۲۶]
وعن الامام الباقر(ع) إذا ذبحت العقيقة فقل: «بِسمِ اللَّهِ و بِاللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ إِيمَاناً بِاللَّهِ و ثناءً على رسول اللَّهِ (ص) وَ الْعِصْمَةَ لِأَمْرِهِ وَ الشُّكْرَ لِرِزْقِهِ وَ الْمَعْرِفَةَ بِفَضْلِهِ علينا أَهل البيتِ. فإِنْ كان ذكراً فقلِ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ وهبت لنا ذكراً و أَنت أَعلمُ بما وهبتَ و منك ما أَعطيتَ و كُلُّ ما صنعنا فتَقَبَّلْهُ منَّا على سُنَّتِكَ و سنَّة نبِيِّك و رسولك (ص) و اخسأْ عنَّا الشَّيطان الرَّجيمَ، لك سُفِكَتِ الدِّمَاءُ لا شرِيكَ لك و الحمْدُ للّٰهِ ربِّ العالمين». [۲۷]

← تقسيم العقيقة
يستحب عدم كسر عظام العقيقة [۲۸] ،و يستحب أيضاً أن تخص القابلة بالرجل و الورك، و الأفضل أن يخصها بالربع، و إن جمع بين الربع و الرجل و الورك بأن أعطاها الربع الذي هما فيه لا يبعد أن يكون عاملا بالاستحبابين، و لو لم تكن قابلة أعطى الأم تتصدق به. و يتخير في العقيقة بين أن يفرّقها لحماً أو مطبوخا أو تطبخ و يدعى إليها جماعة من المؤمنين ، و لا أقل من عشرة، و إن زاد فهو أفضل، و يأكلون منها و يدعون للولد، و لا بأس بطبخها على ما هو المتعارف و قد يقال: الأفضل طبخها بماء و ملح، و هو غير معلوم. [۲۹]
و روي أن من السنن ألا تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مِنْ عَقِيقَةِ وَلَدِهَا وَ لَا بَأْسَ بِأَنْ تُعْطِيَهَا الْجَارَ الْمُحْتَاجَ مِنَ اللَّحْمِ. و روي أيضا: لا يَأْكُلُ الأب و لا أَحدٌ من عيالهِ من العقيقَة و للقَابِلَةِ الثُّلُثُ مِنَ الْعَقِيقَةِ فَإِنْ كَانَتِ الْقَابِلَةُ أُمَّ الرَّجُلِ أَوْ فِي عِيَالِهِ فَلَيْسَ لَهَا مِنْهَا شَيْ‏ءٌ وَ تُجْعَلُ أَعْضَاءً ثُمَّ يَطْبُخُهَا وَ يَقْسِمُهَا و لا يُعْطِيهَا إِلَّا لِأَهْلِ الْوَلَايَةِ وَ قَالَ يَأْكُلُ مِنَ الْعَقِيقَةِ كُلُّ أَحَدٍ إِلَّا الْأُمَّ. [۳۰]

← حلق شعر المولود
و من السنن: حلق شعر المولود في اليوم السابع و التصدق بما يعادل شعر من الذهب أو الفضة، [۳۱] و يستحب تقديم الحلق على الذبح. [۳۲]

المراجع [تعديل]

۱. الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، ج ۵، ص ۲۱۵، مكتبة مرتضوي، طهران، ۱۳۷۵ش.   
۲. الشيخ الطوسي، المبسوط في فقه الإمامية، تحقيق و تصحيح، کشفي، سيد محمد تقى‌، ‌ج ۱، ص ۳۹۴، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية‌، طهران، الطبعة الثالثة‌، ۱۳۸۷ق.   
۳. الشريف المرتضى، علي بن حسين الموسوي‌، الانتصار في انفرادات الإمامية، تحقيق و تصحيح، فريق من المحققين التابع لمكتب الاعلام الاسلامي‌، ص ۴۰۶، مكتب الاعلام الاسلامي،‌ قم، الطبعة الاولى‌، ۱۴۱۵ق.‌   
۴. الانتصار في انفرادات الإمامية، ص ۴۰۶.   
۵. الحلّي، العلّامة، حسن بن يوسف بن مطهر الاسدي‌، مختلف الشيعة في أحكام الشريعة‌، تحقيق و تصحيح، فريق من المحققين التابع لمكتب الاعلام الاسلامي، ج ۷، ص ۳۰۳، مكتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الثانية، ۱۴۱۳ ق‌.   
۶. الكليني، الكافي، تحقيق، الغفاري، علي اكبر، آخوندي، محمد، ج ۶، ص ۲۸ و ۲۹، دار الكتب الإسلامية، طهران‏، الطبعة الرابعة، ۱۴۰۷ق.   
۷. الکافي، ج ۶، ص ۲۵.   
۸. الكافي،ج۶،ص۲۵.   
۹. المجلسي، محمدباقر، حلیة المتقین، ص ۱۱۵، انتشارات ارمغان طوبی، قم، الطبعة الاولى، ۱۳۸۰ش.
۱۰. المبسوط في فقه الإمامية،‌ ج ۱، ص ۳۹۵.   
۱۱. الكافي، ج۶، ص۲۵.   
۱۲. ابن بابويه، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه،‏ تحقيق، و تصحيح، الغفاري، علي اكبر، ج ۳، ص ۴۸۵، مكتب الاعلام الاسلامي‏، قم، الطبعة الثانية، ۱۴۱۳ ق.   
۱۳. الکافي، ج ۶، ص ۲۶.   
۱۴. المبسوط، ج ۱، ص ۳۹۵.   
۱۵. المبسوط، ج ۱، ص ۳۹۵.   
۱۶. الوسيلة إلى نيل الفضيلة،‌ ص ۳۱۶.‌
۱۷. العاملي، الشهيد الثاني، زين الدين بن علي‌، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (تحقيق السيد كلانتر)، ج ۵، ص ۴۴۸، مكتبة داوري، قم، الطبعة الاولى‌، ۱۴۱۰ق.   
۱۸. العاملي، الشهيد الثاني، زين الدين بن علي‌، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (تحقيق السيد كلانتر)، ج ۵، ص ۴۴۷، مكتبة داوري، قم، الطبعة الاولى‌، ۱۴۱۰ق.‌   
۱۹. يستحب أن تجتمع فيها شروط الأضحية من كونها سليمة من العيوب لا يكون سنها أقل من خمس سنين كاملة في الإبل، و أقل من سنتين في البقر، و أقل من سنة كاملة في المعز، و أقل من سبعة شهور في الضأن، و هو لا يخلو من إشكال كما أن تعيين السنين بما ذكر لا يخلو بعضها من إشكال و الأمر سهل.(الامام الخميني، تحرير الوسيلة، ج‏۲، ص: ۳۱۱؛ و مناسک حج، ص ۲۵۸ و ۲۵۹).   
۲۰. الامام الخميني، تحرير الوسيلة، ج‏۲، ص: ۳۱۱   
۲۱. ا لکافي، ج ۶، ص ۳۰.   
۲۲. الانعام، ۷۸- ۷۹.   
۲۳. الانعام، ۱۶۲- ۱۶۳.   
۲۴. الكافي، ج۶، ص۳۱.   
۲۵. الكافي، ج۶، ص۳۱.   
۲۶. . الكافي، ج۶، ص ۳۰.   
۲۷. . الكافي، ج۶، ص ۳۰ و ۳۱.   
۲۸. الكافي، ج۶، ص۲۹.   
۲۹. الامام الخميني، تحرير الوسيلة، ج‏۲، ص: ۳۱۱، مسالة ۹ و ۱۰.   
۳۰. الكافي، ج۶، ص۳۲.   
۳۱. ا لکافي، ج ۶، ص ۳۳.   
۳۲. بهاء الدین العاملي، محمد بن حسین، ساوجي، نظام بن حسین، جامع عباسي، ص ۶۹۴، مكتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الاولى، ۱۴۲۹؛ بهجت، محمد تقي، جامع المسائل، ج ۴، ص ۹۸، نشر مكتب سماحته، الطبعة الثانية، ۱۴۲۶ق.


المصدر [تعديل]

موقع اسلام كوئست   




أدوات خاصة
التصفح
جعبه‌ابزار