السير و السلوك
ما هي مراحل و منازل السير و السلوك؟
المقدمة [تعديل]
من أشهر ما كتب في مراحل السير و السلوك، هو منطق الطير للعطار النيسابوري حيث قد شرح مراحل السير و السلوك في سبعة منازل، و هي عبارة عن:
۱. الطلب ۲. العشق ۳. المعرفة ۴. الاستغناء ۵. التوحيد ۶. الحيرة ۷. الفنا.
في هذا التقسيم قد تم أكثر التركيز على السير الباطني للسالك و أما الجلوات الخارجية للسلوك و الأعمال التي لابد أن يقوم بها فلا يسلط الضوء عليها. و في المقابل هناك من أشار إلى المراحل العملية للسير و السلوك.
مراحل و منازل السير و السلوك [تعديل]
لا شك في أن السالك و من أجل الوصول إلى غاية كماله لابد أن يجتاز مراحل و منازل في طريق السير و السلوك. و إن هذه المنازل و إن ذكرت بأسماء و أعداد مختلفة و لكن كل هذه الأسماء قد أشارت إلى حقيقة واحدة.
و بشكل عام، تبدأ هذه المراحل من الطلب، و بعد المجاهدة و حصول المعرفة و العشق تنتهي إلى لقاء الله. إن تعبير القرآن لمراحل السير و السلوك هو الإسلام، الإيمان، الهجرة، الجهاد، الشهادة، الإمامة و لقاء الله.
اشهر كتاب [تعديل]
من أشهر ما كتب في مراحل السير و السلوك، هو منطق الطير للعطار النيشابوري حيث قد شرح مراحل السير و السلوك في سبعة منازل، و هي عبارة عن: ۱. الطلب ۲.
العشق ۳.
المعرفة ۴.
الاستغناء ۵.
التوحيد ۶.
الحيرة ۷.
الفناء .
[۱]
في هذا التقسيم قد تم أكثر التركيز على السير الباطني للسالك و أما الجلوات الخارجية للسلوك و الأعمال التي لابد أن يقوم بها فلا يسلط الضوء عليها. و في المقابل هناك من أشار إلى المراحل العملية للسير و السلوك.
وقد قسم البعض مراحل السير و السلوك إلى سبع مراحل:
اليقظة ،
التوبة ،
التقوى ،
التخلية ،
التجلية ، و
لقاء الله .
[۲] و قد أحصى بعض العرفاء مراحل السلوك في مئة أو ألف مرحلة.
رسالة بحر العلوم [تعديل]
و هناك بيان فريد في مراحل السير و السلوك في الرسالة المنسوبة إلى
بحر العلوم ، حيث قد أحصى هذه المراحل في اثني عشر مرحلة
[۳] و كلها هي مراحل و درجات من الإسلام و الإيمان و الهجرة و الجهاد، فإليك عناوينها:
۱. الإسلام الأصغر
۲. الإيمان الأصغر
۳. الإسلام الأكبر
۴. الإيمان الأكبر الذي هو روح و مضمون الإسلام الأكبر
۵. الهجرة الكبرى أو الهجرة عن أهل الظلم و العصيان
۶.
الجهاد الأكبر
۷. الفتح و الظفر على جنود الشيطان
۸. الإسلام الأعظم أو الغلبة على الآمال و الشهوات
۹. الإيمان الأعظم أو مشاهدة فناء النفس و عدمها في مقابل الله سبحانه
۱۰. الهجرة العظمى أو الهجرة من النفس و نسيانها
۱۱. الجهاد الأعظم، حيث يحصل بعد الهجرة من النفس إذ يتوسل السالك عندئذ بذات الله سبحانه لتزول في روحه جميع آثار الأنانية و يدخل في نطاق التوحيد المطلق.
۱۲. عالم الخلوص
و قد ذكرت في هذه الرسالة طرق الحصول على هذه المقامات في ۲۵ مرحلة، فإليك عناوينها:
[۴]
۱. ترك الآداب و العادات و الرسوم التي تلوث الإنسان و تصدّه عن طي الطريق.
۲. العزم القوي على طي الطريق بحيث لا يخاف من شيء و لا يسمح لأي ترديد و ريب بالاستمداد من الله.
۳. الرفق و المداراة، بحيث لا يكلف نفسه بما لا يطيق مخافة أن يبرد أو ينفر فيحرم من مواصلة الطريق.
۴.
الوفاء ، بمعنى أن يكون وفيا بتوبته و لا يرجع عنها، كما يجب أن يكوف وفيا بما يقوله له شيخ طريقته و أستاذه.
۵. الثبات و الدوام، بمعنى أن يداوم و يستمر على برنامجه الذي كلف به لكي لا يتراجع و يتخلف.
۶. المراقبة و هي أن يراقب نفسه في جميع الأحوال كي لا تصدر منه معصية.
۷.
المحاسبة و هي العمل بمضمون الرواية التي تقول ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم.
۸. المؤاخذة و المقصود هو أنه كلما صدر منه ذنب أو خطأ يعاقب نفسه و يضيّق عليها.
۹. المسارعة و هي أن يسارع في درب الحق و لا يفوّت الوقت.
۱۰. الإرادة، و هي أن يصفّي باطنه من كل غش، و يعشق صاحب هذه الشريعة و أوصياءه المعصومين بكل خلوص، و كذلك الأمر تجاه أستاذه و شيخه.
۱۱.
الأدب ، و هو أن يحفظ الأدب تجاه الله سبحانه و تعالى و الرسول الأعظم (ص) و خلفائه المعصومين، و لا ينطق بحرف واحد فيه اعتراض، و أن يسعى لتعظيمهم و حتى يجب أن لا يتعدّى الأدب عندما يسألهم حاجة.
۱۲. الإخلاص في النية و هو عبارة عن إخلاص القصد و الغاية في حركته و جميع أعماله لله المتعال.
۱۳. الصمت و السكوت و حفظ اللسان عن الكلام الزائد و الاكتفاء بالقدر اللازم من الكلام.
۱۴. الجوع و قلة الطعام و هو من الشروط المهمة في طي الطريق، و لكن لا بالقدر الذي يسبب الضعف.
۱۵. الخلوة و هي على قسمين؛ الخلوة العامة و الخلوة الخاصة.
۱۶. السهر خاصة السهر في آخر الليل.
۱۷. الدوام على الطهارة، يعني أن يكون على وضوء في جميع الأحوال و هذا ما ينور قلب الإنسان.
۱۸. المبالغة في
التضرع و الذلة و
الخشوع لله سبحانه.
۱۹. عدم تلبية أهواء النفس مهما أمكن حتى المباحات منها.
۲۰. كتمان السر و هو من أهم الشروط و هو أن يكتم أحواله و برامجه في هذا الطريق.
۲۱. الشيخ و الأستاذ.
۲۲. "
الورد " الخاص للسالك و هو عبارة عن بعض الأذكار اللفظية التي يستلمها السالك من أستاذه لتفتح الطريق و تعينه على اجتياز العقبات الصعبة في حركته إلى الله.
۲۳. نفي الخواطر، و هي عبارة عن تسخير القلب و السيطرة عليه.
۲۴. الفكر و هو أن يسعى السالك لتحصيل المعرفة من خلال التأمل و الفكر الصحيح، و يجب أن يكون كل تفكيره في صفات الله و أسمائه و تجلياته و أفعاله.
۲۵.
الذكر و المقصود منه هو التوجه القلبي إلى ذات الله، لا الذكر اللفظي أو الورد، و بتعبير آخر، المقصود هو أن يتوجه بكل قلبه و وجوده إلى جمال الله و لا يغفل عنه.
و في الختام لا يخفى أن كل واحدة من هذه الكنوز القيمة التي ورثناها من علمائنا السلف في بيان مراحل السير و السلوك لها ثمن عظيم لدى سالكي سبيل العرفان، و لكن مع ذلك يبدو أن تدوين مراحل السير و السلوك على أساس منهج القرآن و معارف مدرسة أهل البيت (ع) و بمحورية دور الإمام المعصوم، لازال أمرا ضروريا.
كما أن تناول جميع الأبعاد الخارجية و الباطنية و المعرفية و العملية و الفردية و الاجتماعية بحيث تغطي جميع مشاكل و احتياجات السالك في العصر الحاضر أمر ضروري أيضا.
المراجع [تعديل]
| ۱. | ↑ «هكذا يحصي العطار في منطق الطير أودية السلوك السبعة: الطلب، العشق، المعرفة...» لغتنامه دهخدا، ذیل عبارة: هفت و ادی. (النص باللغة بالفارسية) |
| ۲. | ↑ مظاهری، حسين، کاوشی نو در اخلاق اسلامی و شئون حکمت عملی (دراسة حديثة في الأخلاق الإسلامية و شؤون الحكمة العملية)، ج ۱، الفصل الخامس، كيفية التزكية، ذیل عنوان: طرق تطهير النفس من الرذائل. موسسه نشر و تحقیقات ذكر. طهران، ۱۳۸۲. (الکتاب باللغة الفارسية) |
| ۳. | ↑ بحر العلوم، مهدي بن سيد مرتضی، رساله سير و سلوک منسوب به بحر العلوم (رسالة السير و السلوك المنسوبة إلى بحر العلوم)، بتقريض و شرح السید محمد حسین الطهراني، ص ۷۶ إلى ۱۰۹، انتشارات العلامة الطباطبائي، مشهد، ۱۴۱۷، ه ق.(الکتاب باللغة بالفارسية) |
| ۴. | ↑ بحر العلوم، مهدي بن سید مرتضی، رساله سیر و سلوک منسوب به بحر العلوم (رسالة السير و السلوك المنسوبة إلى بحر العلوم)، بتقريض و شرح السید محمد حسین الطهراني، ص ۱۴۵ إلى ص۱۷۲انتشارات العلامة الطباطبائي، مشهد، ۱۴۱۷، ه ق. (الکتاب باللغة بالفارسية). |
المصدر [تعديل]
موقع اسلام كوئست
