الرشوة
ما حكم تعاطي الرشوة؟
السؤال [تعديل]
هل يحرم أخذ الرشوة؟ و هل القضية تتعلق بالمكان و المجتمع الذي نعيش فيه؟ و ما هي علة التحريم؟
معنى الرشوة [تعديل]
الرشوة لغة تعني: ما يعطيه الشخص الحاكم و غيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد، و الجمع" رشا" مثل سدرة و سدر، و الضم لغة، و أصلها من"
الرشاء " الحبل الذي يتوصل به إلى
الماء ، و جمعه" أرشية" ككساء و أكسية.
[۱]
و هي اصطلاحاً: الوُصلة إلى الحاجة بالمُصانعة.
و أصله من الرِشاء الذي يُتَوصَّل به إلى الماء.
فالراشي مَن يُعطِ الذي يُعِينه على الباطل.
و المُرْتَشِي الآخِذُ.
[۲]
موضوع الرشوة [تعديل]
أما
الفقهاء فقد اختلفت كلمتهم في تحديد موضوعها، يقول
السيد الخوئي (ره): لم نجد نصا من طرق الخاصة و من طرق العامة يحقق موضوع الرشوة، و يبيّن حقيقتها، غير أنه ورد في بعض
الروايات أنها تكون في
الأحكام ، و لكنها لم توضح أن الرشوة هل هي بذل المال على مطلق الحكم، أو على الحكم بالباطل؟
بل لا يفهم منها الاختصاص بالأحكام، و إلا لما صح إطلاقها في غيرها.
و كيف كان فلا بد في تحقيق مفهومها من الرجوع الى
العرف و
اللغة و كلمات
الأصحاب .
[۳]
ادلة حرمة الرشوة [تعديل]
الا أنهم أقاموا الدليل على حرمتها من
القرآن و
السنة و
العقل و
الاجماع .
[۴]
← القرآن
۱. الدليل القرآني
قال تعالى في كتابه الكريم: " وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَريقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُون".
[۵]
و الإدلاء هو إرسال الدلو في
البئر لنزح الماء كني به عن مطلق تقريب المال إلى الحكام ليحكموا كما يريده الراشي، و هو كناية لطيفة تشير إلى استبطان حكمهم المطلوب بالرشوة الممثل لحال الماء الذي في البئر بالنسبة إلى من يريده.
[۶]
و إذا حرم الإعطاء حرم الأخذ أيضا، للملازمة بينهما.
[۷]
← الروايات
۲. الروايات
عد الكثير من الروايات تعاطي الرشوة من مصاديق الكفر؛ كالنبوي الشريف:" إِيَّاكمْ و الرِّشْوَةَ فإِنَّها محضُ الكفر و لا يشمُّ صاحبُ الرِّشوة ريحَ الجنَّة"
[۸] .
و عن
الامام الصادق (ع): " فَأَمَّا الرِّشا في الحُكم فإِنَّ ذلك الكفرُ باللَّه العظيم جلَّ اسمهُ و برسوله (ص)".
[۹]
← الاجماع
۳. الاجماع
الدليل الثالث الذي أقامه الفقهاء على حرمة الرشوة الاستناد الى إجماع المسلمين من الفريقين.
[۱۰]
[۱۱]
← العقل
۴. العقل
لا ريب أن شيوع ظاهرة الارتشاء و تعاطي الرشوة يصيب المجتمع بالكثير من الاضرار، فعندما يتمكن الاثرياء من تحقيق مآربهم من خلال المال، حينئذ يوصد الباب أمام
الفقراء و
المساكين في تحقيق حقوقهم، و عندما لا يتحرك
الحاكم و
القاضي و المسؤول الا بالاتجاه الذي تشير اليه بوصلة المال، لاريب ان ذلك يعني التنصل عن المسؤوليات و سحق
القوانين العامة و بالتالي هدر حقوق الفقراء و
الضعفاء من هنا نرى بعض العلماء استند في تحريمها الى الدليل العقلي كالمقدس الاردبيلي في كتابه "مجمع الفائدة و البرهان" حيث قال: يحرم على القاضي الرشوة دليله العقل و النقل، كتابا و إجماعا من
المسلمين و سنّة.
[۱۲]
فتاوى مراجع التقليد [تعديل]
و في الختام نشير الى بعض فتاوى مراجع
التقليد في هذا المجال:
الامام الخمیني: أخذ الرشوة و إعطاؤها حرام إن توصل بها إلى الحكم له بالباطل، نعم لو توقف التوصل إلى حقه عليها جاز للدافع و إن حرم على الآخذ، و هل يجوز الدفع إذا كان محقا و لم يتوقف التوصل إليه عليها؟
قيل: نعم، و الأحوط الترك، بل لا يخلو من قوة، و يجب على المرتشي إعادتها إلى صاحبها من غير فرق في جميع ذلك بين أن يكون الرشاء بعنوانه أو بعنوان
الهبة أو
الهدية أو
البيع المحاباتي و نحو ذلك.
[۱۳]
اما الآيات العظام التبريزي، السيستاني و الوحيد: یجوز اعطاء الرشوة في غير باب القضاء لاحقاق الحق، و لكن لا يجوز لمن وظيفته القيام بالامر أخذها.
[۱۴] [۱۵] [۱۶]
رأي سماحة آية الله الشيخ مهدي هادوي الطهراني (دامت بركاته):
الرشوة في الاصطلاح الفقهي المال الذي يأخذه القاضي ليحكم بالباطل، و هذا المال حرام مطلقا.
أما الرشوة بمعناها المتداول اليوم فتعني أخذ المال مقابل القيام بعمل مخالف للقانون، و هذه أيضا تحرم مطلقاً.
نعم، صحيح أن أخذ الرشوة حرام مطلقا، لكن لو توقف استرجاع الحق الواقعي عليها، و كان صاحب الحق مجبراً جاز له دفع مقدار من المال لتحصيل حقه من خلال اعتماد الطرق غير القانونية.
المراجع [تعديل]
المصدر [تعديل]
موقع اسلام كوئست